الأوقاف
مديرية أوقاف اسيوط تعقد عدد (٧) ندوات بعنوان “النظافة والطهارة عبادة وسلوك يومي في الإسلام “
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري – وزير الأوقاف، وبرعاية السيد الدكتور/ محمود سعد شاهين – وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وبحضور الشيخ/ محمد عبد اللطيف محمود – مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، وفي إطار دور وزارة الأوقاف الدعوي والعلمي والتثقيفي، وضمن جهودها في التوسع في نشاط الندوات العلمية لنشر الفكر الوسطي المستنير، انعقدت اليوم الإثنين الموافق 11 نوفمبر 2024 بعد صلاة العشاء (7) ندوات علمية تحت عنوان “النظافة والطهارة عبادة وسلوك يومي في الإسلام” بمديرية أوقاف أسيوط، حيث حاضر فيها نخبة من أساتذة جامعة الأزهر بأسيوط، وتناولوا موضوع النظافة والطهارة كجزء أساسي من حياة المسلم من منظور ديني وصحي شامل.
بدأ السادة الأساتذة المحاضرون حديثهم بتوضيح مكانة النظافة والطهارة في الإسلام وأهميتها كجزء لا يتجزأ من العبادة. فقد جعل الإسلام الطهارة شرطًا أساسياً لأداء العديد من العبادات، مثل الصلاة، والتي لا تقبل إلا بالطهارة الكاملة. قال الله تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ” (البقرة: 222). وهذا دليل على أن الله يحب أولئك الذين يحرصون على نظافة أجسادهم وأرواحهم على حد سواء. وأشار المحاضرون إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ” (رواه مسلم)، مؤكدين أن الطهارة تشكل نصف الإيمان، مما يعكس أهمية هذا السلوك في حياة المسلم.
كما تم تسليط الضوء على أن مفهوم النظافة في الإسلام يمتد ليشمل ليس فقط نظافة البدن، بل أيضًا نظافة البيئة المحيطة والأماكن العامة. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إماطة الأذى عن الطريق صدقة” (متفق عليه)، وهذا يبرز أهمية الحفاظ على النظافة في جميع الأماكن، والتزام المسلم بإزالة الأذى من الطرقات كنوع من الصدقة. الإسلام دين شامل يتناول جميع جوانب الحياة، بما في ذلك النظافة الشخصية والبيئية، ما يجعل النظافة جزءًا لا يتجزأ من حياة المسلم اليومية وسلوكًا متجذرًا في التعاليم الإسلامية.
وتطرق المحاضرون إلى أهمية الوضوء كأحد أشكال الطهارة في الإسلام، موضحين كيف أن الوضوء ليس فقط وسيلة للتطهر لأداء الصلاة، بل هو أيضًا ممارسة صحية تساهم في الوقاية من الأمراض. فالمسلم يتوضأ خمس مرات في اليوم، يغسل يديه ووجهه وقدميه، مما يساعد في إزالة الأوساخ والجراثيم المتراكمة على الجلد. وفي هذا الصدد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إذا توضأ العبد فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء” (رواه مسلم)، مما يبرز الفوائد الروحية والمادية للوضوء، حيث يغفر الله به الذنوب ويطهر البدن من الأوساخ.
وأبرز المحاضرون أيضًا أن النظافة الشخصية تشمل العناية بالأسنان والفم، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة” (رواه البخاري). ويعد السواك أداة بسيطة تستخدم لتنظيف الفم والأسنان، وتساهم في الوقاية من التسوس وأمراض اللثة، وهو ما يبرز أن الإسلام كان سباقًا في الاهتمام بصحة الفم والأسنان قبل التقدم العلمي الحديث.
من الناحية الصحية، أوضح المحاضرون أن النظافة الشخصية تعتبر من العوامل الأساسية التي تسهم في الحفاظ على صحة الإنسان والوقاية من الأمراض المعدية. فالاهتمام بغسل اليدين قبل الأكل وبعده، وتنظيف الأظافر، والاستحمام المنتظم، كل هذه الممارسات تقلل من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية التي تنتقل عبر الأيدي الملوثة. وتعد هذه العادات الصحية متجذرة في التعاليم الإسلامية التي تحث على النظافة والطهارة كجزء من السلوك اليومي للمسلم، مما يعزز الصحة العامة ويقلل من انتشار الأمراض.
وأشار المحاضرون إلى دور وزارة الأوقاف في تعزيز الوعي بأهمية النظافة والطهارة من خلال الندوات العلمية والدروس التوعوية. تسعى الوزارة، بقيادة معالي الأستاذ الدكتور/ أسامة السيد الأزهري، إلى نشر الفكر الوسطي المستنير وتعزيز القيم الإسلامية لدى أفراد المجتمع، وذلك من خلال تنظيم فعاليات علمية وتوعوية تسلط الضوء على أهمية النظافة كجزء من العبادة وسلوك يومي يجب على المسلم الالتزام به. وتهدف هذه الجهود إلى تربية الأفراد على القيم الإسلامية الصحيحة التي تجعل من النظافة والطهارة أساسًا لحياة المسلم.
في الختام، يمكن القول إن النظافة والطهارة ليست مجرد ممارسات شخصية، بل هي عبادة وسلوك يومي يعكس مدى التزام المسلم بتعاليم دينه وحرصه على الصحة العامة. ومن خلال هذه الندوات العلمية، تقدم وزارة الأوقاف نموذجًا حيًا لنشر الوعي بأهمية النظافة في الإسلام، مما يسهم في بناء مجتمع نظيف وصحي، يعيش أفراده في بيئة آمنة خالية من الأمراض، ويسيرون على نهج تعاليم الإسلام في حياتهم اليومية. وتستمر الوزارة في تنظيم هذه الفعاليات التوعوية انطلاقًا من رؤيتها لتحقيق الاستدامة في نشر القيم الإسلامية الصحيحة التي تدعو إلى النظافة والطهارة كجزء أساسي من حياة المسلم وعبادته لله تعالى.
إتبعنا